في حوارنا الإلكتروني التفاعلي حول التربية المدنية لتعزيز المشاركة السياسية في الفترة الواقعة ما بين 24 - 27 من حزيران / يونيو بالشراكة مع المركز الأردني للتربية المدنية، تطرقنا الى مفهوم التربية المدنية وكيف تسهم في حال ما تم انتهاجها الى تعزيز المشاركة السياسية، وواقع المواطنة من خلال عرض تجارب بعض المؤسسات العاملة في مجال التربية المدنية والمواطنة وتفعيل المشاركة السياسية، ومناقشة التحديات التي تواجه هذه الآليات اثناء اداء عملها، والبحث عن الفرص المتاحة لتطوير هذه الآليات.
نظراً لما يدور من احداث في الشارع العربي للتحول او الانتقال الى دول ديمقراطية حقيقية، والمقصود بالتحول الديمقراطي حدوث عملية تبديل أو تغيير جذري وشامل في بنية المجتمع والتي لها تاثير على كافة الجوانب الفكرية والاجتماعية والاقتصادية الى جانب النظم السياسية، لا سيما وان للمواطن الدور الفاعل لتأسيس تلك الدول الديمقراطية الى جانب الحفاظ عليها.
ولتفعيل الديمقراطية في المجتمع لا بد من المشاركة المدنية لاعتبارها احدى الادوات التي تظهر قوة الفرد وقدرته على التأثير لإحداث تغيير جذري. من خلال بناء مجتمع ديمقراطي حر وعادل تدار فيه الشؤون العامة من خلال المواطنيين واشراكهم في عملية صنع القرار بهدف زيادة المشاركة السياسية.
ولنتمكن من توجيه جهود المواطنين لتحقيق التغيير لا بد من اطلاعهم وتعريفهم بنظام البلد والحكم فيه، حقوقهم ومسؤولياتهم كمواطنين، وذلك من خلال تعزيز التربية المدينة بكافة ابعادها باعتبارها احد الآليات التي تعمل جنباً الى جنب مع الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني لبلورة مفهوم التربية المدنية بشكله الحقيقي بهدف الوصول لمشاركة سياسية واعية وفاعلة تعبر عن التوجه الحقيقي لإشاعة الديمقراطية في المجتمعات، ولتزويد المواطنين بالأدوات اللازمة للمشاركة المدنية على مستوى القاعدة الشعبية، والنشاط السياسي، والفكر الديمقراطي.
فالتربية المدنية تجهز المواطنين وخاصة الشباب منهم للإطلاع على أدوارهم كمواطنين، وذلك من خلال تعزيز مفهوم المواطنة الواعية التي تتمايز فيها مصالح وغايات افراده ضمن اطار مرن من الحوار الديمقراطي الضامن لمصالح الأفراد والمجتمع في معادلة دقيقة من تقاطع مصالح العام والخاص داخل المجتمع الواحد.
حيث تطرق الحوار الى اربعة محاور وهي: ما هي التربية المدنية، وكيف تسهم في حال ما تم تنفيذها بتعزيز المشاركة السياسية، وما هي اشكال المشاركة المدنية؟ اضافة الى واقع المواطنة والتحديات التي تواجه العاملين بالتربية المدنية. وكيفية قياس تأثير التربية المدنية بهدف تعزيز المشاركة السياسية في المجتمعات. وكيفية تمكين المجتمعات للمشاركة المدنية والآليات المتسخدمة لتمكين هذه المجتمعات.
من أبرز نقاط الحوار التي تم ذكرها حول التربية المدنية لتعزيز المشاركة السياسية:
1- التربية المدنية عملية توعوية هدفها الأساسي حول توعية افراد المجتمع حول طبيعة واهمية المواطنة.
2- التربية المدنية تعتمد على العناصر الرئيسة الثلاثة ذات العلاقة المتبادلة: المعرفة المدنية، والمهارات المدنية، والفضائل المدنية:
3- تعمل المواطنة على رفع الخلافات والإختلافات الواقعة بين مكونات المجتمع والدولة في سياق التدافع الحضاري.
4- القوانين واللوائح خاصة التي تنظم عمل المجتمع المدني في اي دولة من دول العالم هي عنصر اساسي وفاعل في تحقيق المشاركة المدنية لافراد المجتمع.
5- إن أكبر معيقات التربية المدنية والمواطنة هي المنافسة الحزبية غير الوطنية ما بين الاحزاب والقائمة على المصالح الفئوية وليس الوطنية، بالإضافة لحدة الإنتماء الحزبي للأفراد
6- ان مساهمة المجتمع المدني في الحياة السياسية والمدنية شكل من اشكال المشاركة في تطوير المجتع في الجانب السياسي والمدني
7- على مؤسسات المجتمع المدني وقوى الضغط الأخرى تكثيف الجهود من اجل عملية اصلاح تربوي وتغيير المناهج المهترئة
8- ان الركائز الأساسية للتربية المدنية تكمن في توسيع المعارف لتغطي بنية الوطن الدستورية والمؤسسية، ونظامه القانوني والسياسي والإجتماعي، الأصل أن قانون الطبيعة هو من يربط المواطن بالوطن
التالية هي نبذات من الحوار:
حنين الرمحي: " دور التربية المدنية في تفعيل المشاركة السياسية :تعتبر المشاركة السياسية جوهر العملية الديمقراطية في أي مجتمع من المجتمعات ووفقا لذلك يرى بعض الباحثين إن الدولة الحديثة تتميز عن الدولة التقليدية بالمدى الواسع الذي يشارك بمقتضاه الأفراد والجماعات في العمل السياسي وكلما تزايد حجم المشاركة في العمل السياسي من الذكور والإناث كلما دلل ذلك على شرعية النظام الحاكم."
محمد حمدان: " لا يكفي أن يعرف المواطن ما له وما عليه بصورة مجردة (المواطنة)، وانما من المهم أن يعرف كيف يمارس الفرد دوره داخل المجتمع باامساواة مع غيره."
خليل رضوان: "ان موضوع الرقابة على مراكز الإحتجاز يشكل في حد ذاته تحدي اساسي، بسبب عدم توافر المعايير الدنيا، وان الرقابة لا تهدف فقط الى اكتشاف الانتهاكات وسوء المعاملة، وانما تساعد على تحديد الثغرات والمشاكل الموجودة في النظام وتساعد على تلافيها."
الياس زين: " ان التعليم المدني يهدف الي بناء نوع من العلاقات المتفاعلة والبناءة بين الناشء والشاب واسرته والناشء والشاب ومجال دراسته او عمله وبين الناشء والشاب والمجتمع والوطن الذي يعيشان فيهماوهذه العلاقات يسودها الانتماء واعلاء المصلحة العامة والمشاركة."
محمد بوعمريان: "ان افاق وطموحات العمل من اجل وضع وخدمة اهداف التربية المدنية للجميع وتنسيق جهود منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في تنفيذ خطة استراتيجية والتي تسهم في تحسين نوعية التعليم والتثقيف والحد من تسرب الأطفال من المدارس والمساهمة في الإهتمام بذوي الإحتياجات الخاصة والطفولة المبكرة وغيرها، من اهداف الحملة المحلية اوالعربية والعالمية للتعليم والتوعية والتكوين للجميع."
عمر رحال: "استناداً إلى علماء الاجتماع السياسي فأن مستويات المشاركة السياسية تتدرج تدرجاً تنازلياً كما يلي وهذا مرتبط بالأساس على التربية المدنية: 1. تقلد منصب سياسي أو إداري 2. السعي نحو منصب سياسي أو إداري 3. العضوية النشطة في التنظيمات السياسية 4. العضوية العادية في التنظيمات السياسية 5. العضوية النشطة في التنظيمات شبه السياسية 6. العضوية العادية في التنظيمات شبه السياسية 7. المشاركة في الاجتماعات السياسية العامة 8. المشاركة في المناقشات السياسية غير الرسمية 9. الاهتمام العام بالسياسة 10. التصويت في الانتخابات."
سهام ابراهيم: " ففي مجتمعاتنا العربية قد نكون جميعنا (شعب) ولكننا لسنا جميعا (مواطنون) فالشعوب قد تحيا علي ارض الوطن وترضي بكل ما فيه قبيح أكان ام حسن، ولكن المواطن وحده هو الذي يملك الرغبة والقدرة علي احداث التغيير ووحده من يملك القدرة علي ان يكون فاعل وداعم ومحقق لمصير هذا الوطن الذي يحيا علي ارضه."