ان الهدف العام من التربية المدنية هو الترويج للمشاركة السياسية ودعم الديمقراطية وخاصة الحكم القائم على المشاركة. الفكرة خلف التربية المدنية هي الترويج لمتطلبات الحوكمة الرشيدة، كضرورة لإتمام الجهود الموضوعة لتحسين ممارسة الحوكمة الرشيدة. التربية المدنية
تستخدم لعنونة القضايا السياسية والمتعلقة بالحكم، مثل: (الفساد، اوانعدام / او قلة المشاركة المدنية، او المصالحة عند انتهاء صراعات قائمة). اضافة الى القضايا الإجتماعية، مثل: (العنف الداخلي، المخدرات، والأمراض)
.في هذا الحوار سنتطرق لواقع المواطنة كمفهوم وكتطبيق في المنطقة اضافة للتحديات التي تواجه العاملين في مجال التربية المدنية و/او المشاركة السياسية
ما هو واقع المواطنة ؟
ازداد اهتمام المجتمعات الحديثة بالتربية من أجل المواطنة، وشغل فكر العاملين في ميدان التربية، وخاصة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الذي اتسم باختلاف القيم والاتجاهات التربوية.
والموطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط ، ولكن حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قـادرة على حسم الأمور لصالح الوطن، وحتى تكون الموطنة مبنية على وعي لا بد أن تتم بتربية مقصودة تشرف عليها الدولة ، يتم من خلالها تعريف الطالـب بمفاهيم المواطنة وخصائصها، ويشارك في تحقيق أهداف التربية من أجل المواطنة مؤسسات عدة ، في مقدمتها: المدرسة التي تنفرد عن غيرها بالمسؤولية الكبيرة في تنمية المواطنة، وتشكيل شخصية المواطن والتزاماته، وذلك من خلال كل ما يتصل بالعملية التربوية من مناهج ومقررات دراسية، والتي تبدأ مـن مرحلة العمر الأولى ومن ثم عبر مراحل التعليم العام.
وتعزيز المشاركة السياسية؟
يحظى الشباب في معظم دول العالم باهتمام ملحوظ من دولهم سواء حكومات أو منظمات أهلية، لما للشباب من مقدرة على العطاء ودور فاعل في عملية التنمية التي يعتبر الشباب منطلقا أساسيا لها. كما اهتمت الدول بقضية المشاركة السياسية للشباب باعتبارهم قادة المستقبل، حيث يتمتع الشباب بقدرات و مهارات لا تتوفر إلا في جيل الشباب و تعول الدول كثيرا على الشباب في عمليات التحول المجتمعي و القيمي و الارتقاء بحياة الإنسان و الدول. كمثال عن المجتمع الفلسطيني الذي يعتبر مجتمعا شابا و هو أيضا جزء من مجتمع شاب آخر و هو المجتمع العربي، و الذي كان للشباب دور هام في الآونة الأخيرة من خلال ثورات الربيع العربي والتي كان قادتها و شهداؤها من جيل الشباب.
و تعتبر المشاركة السياسية للشباب من أهم المواضيع في الدول لما لهذه المشاركة من دور في بناء مؤسسات الدولة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فهم طاقة كبيرة يجب الاستفادة منها في استكمال أسس التنمية الشاملة في كافة الاتجاهات.
وما التحديات التي تواجه العاملين بالتربية المدنية؟
"نحتاج إلى تغيير عملنا فننتقل من التعاون إلى التنسيق على المستوى الإقليمي أكان عبر المنتديات الإجتماعية أو المصارف الإسلامية أو ندوات بناء السلام أو الأمم المتحدة، كما يجب أن نعيد تنشيط علاقاتنا."
يشمل السلام المستدام الحدّ من الفقر وإضفاء طابع مؤسساتي على العمليات الديمقراطية والتشاركية وتأمين حقوق سياسية ومدنية. هذا الارتباط بين السلام والتنمية الشاملة للمجتمع يتطلب تعاوناً بين الوكالات على كلّ مستوى من عملية بناء السلام والتنمية، حسب خبرة واختصاص كلّ منظمة.
وقد أعربت الأغلبية الساحقة من منظمات المجتمع المدني المشاركة عن قلقها حيال نقص التعاون على مستوى مبادرات السلام الذي يُعزى إلى النقص في التفاعل بين منظمات المجتمع المدني من جهة، وبين منظمات المجتمع المدني وأطراف معنيين آخرين من جهة أخرى مثل الرأي العام المحلي المؤيد والحكومات الوطنية والمنظمات الحكومية الدولية والإقليمية، والجامعات والمنظمات الدولية والحكومات المانحة.
هذه المسألة شائكة من نواحٍ عديدة. إذ إنّه قلّما يكون للمبادرات المعزولة تأثير واضح أو بمعنى آخر من غير المرجّح أن تحوّل نزاعاً طويلاً على المدى البعيد. من شأن النقص في التواصل أن يؤدّي إلى تكرار المبادرات وألا يسمح بالتعلم التعاوني والتراكمي وبالتالي البناء على ما أنجزه الآخرون. وبلغة المناصرة وكسب التأييد، هو لا يسمح بتاتاً للمجتمع المدني بالتكلم بصوت موحّد وكسب القاعدة الشعبية الضرورية للتأثير على برنامج الحكومات الإقليمية أو الدولية أو المنظمات المانحة.
لعلّ هذا النقص في التعاون على المستوى الإقليمي يعود إلى عوائق اللغة، أي استخدام لغات محلية مختلفة أو لهجات مختلفة. غير أنّه حتّى ضمن البلد الواحد، يبدو التعاون محدوداً حيث أنّ التنافس على التمويل يشكل عائقاً إضافياً. أضف إلى ذلك أنّ التسييس العام للمجتمع المدني والانقسام على المستوى الوطني، والعرقي والطائفي وفي الصفوف السياسية، كلها أمور تصبّ أيضاً في الخانة نفسها. من ناحية أخرى، العديد من منظمات المجتمع المدني قائمة على أشخاص وبالتالي فإنّ الأذواق والآراء الشخصية تطغى بشكل واضح على العلاقات المؤسساتية مقابل وجود خجول لثقافة عمل قائمة على الشفافية والمساءلة. أضف أن بناء الثقة الضرورية للتعاون، غالباً ما يعيقه عدم إيصال القرارات بشكل صحيح وعدم إعطاء المبررات التي تكمن وراء الشراكات بشكل واضح أو غير مناسب. كما ينعكس هذا التحدي في عدم وجود مساءلة شعبية لمنظمات المجتمع المدني. من ناحية أخرى غالباً ما يكون من غير الواضح مصالحَ من تدعم منظمات المجتمع المدني وكيف تشارك القواعد الشعبية في عمليات اتخاذ القرارات في المنظمات.
تعتبر المواطنة فكرة اجتماعية وقانونية وسياسية ساهمت في تطور المجتمع الإنساني بشكل كبير بجانب الرقي بالدولة إلى المساواة والعدل والإنصاف، وإلى الديمقراطية والشفافية، وإلى الشراكة وضمان الحقوق والواجبات.
وعليه؛ فهي ذات أهمية بمكان لأنها:
ـ تعمل على رفع الخلافات والاختلافات الواقعة بين مكونات المجتمع والدولة في سياق التدافع الحضاري، وتذهب إلى تدبيرها في إطار الحوار بما يسمح من تقوية لحمة المجتمع وتعلق المواطن بوطنه ودولته، وتدفعه إلى تطوير مجتمعه عامة ووطنه خاصة والدفاع عنه أمام الملمات المختلفة.
ـ تحفظ على المواطن حقوقه المختلفة وتوجب عليه واجبات تجاه دولته، بمعنى أنها تحفظ على الدولة حقوقها تجاه المواطنين.
ـ تضمن المساواة والعدل والإنصاف بين المواطنين أمام القانون وخدمات المؤسسات.
ـ تعترف بالتنوع والتعدد العقدي والعرقي واللغوي والإيديولوجيا والسياسي والثقافي والطائفي والاقتصادي والاجتماعي
ـ تمكن المواطن من تدبير الشأن العام من خلال النظام الانتخابي ناخبا ومنتخبا للمؤسسات المنتخبة التي تعبر عن دولة القانون والمؤسسات.
ـ تضمن حقوق الإنسان في المجتمع والوطن والدولة؛ لكونها تنقل الحق الإنساني إلى حق للمواطنة عبر تشريعه وتقنينه.
ـ تؤدي إلى بناء نظام سياسي مدني تعددي متنوع في العرق والمؤسسات .
مشكلة كتير من العاملين بمجال التربية المدنية والمواطنة هو فصل "المعرفة الرسمية" عن المعرفة الشعبية والمعرفية المجتمعية ، وهو الركيزة الأساسية فى تعليم الكبار لأن الهدف الاساسى من دمج مفاهيم المواطنة الفعالة بالمشاركة السياسية من خلال التربية المدينة هو خلق فهم أكتر لمحاور التنمية المختلفة تساعد الناس على فهم أنفسهم وعالمهم بطريق جديدة. لأن الناس إذا اكتسبت دراية جديدة بواقعهم المحلى (والعالممى من خلال الربط المعرفة الرسمية وتجارب الشعوب الاخرى ومقارنتها بالواقع المحلى مع محاولة دراسة توطين التجربة ) سيساعد الناس على القيام باتخاذ اجراء جماعى لتغيير السياسات والممارسات الغير ملائمة للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتضامن.
أى سيقوم المشاركون بربط "معرفتهم المجتمعية" ( المعرفة الشعبية) مع المعرفة الرسمية لهدف زيادة قدرتهم أن يعملوا بفاعلية فى مصالحهم الجماعية المشتركة. بالترابط معاً فى حركات اجتماعية أكبر يستطيع فيها الأشخاص الأقل احظاً التشبيك من خلالها والتضامن مع غيرهم لإستخدام قوتهم لإحداث التغيير
فالجوهر هنا هو التعليم بمشاركة الخبرات وأنشب الطرق لفتح المجالات لإطلاق الابداعات بما يعرف خلق حوارمن خلال المجال المفتوح وصولاً إلى رؤية جديدة وتفاهمات ومهارات من وعن تعليم الكبار والتنمية يقودها المجتمع المحلى نفسه.
رأي مهم ويستحق الوقوف عنده، ولكن من باب ايجاد الحلول كيف بإمكاننا ان نكرس هذا النهج لدى العاملين في مجال التربية المدنية والمواطنة وهل ما زالت المنطقة تعاني من قلة الخبرة وعدم القدرة على تقييم الإحتياجات في المنطقة؟
عمر رحال /مركز شمس
هناك أهمية أن نبين أن المواطنة تتكون من شقين
الأول الواجبات
والثاني الحقوق
وما بينهما وهي العلاقة هل هي علاقة قانونية أو سياسية
أما انها انتماء وتتجاوز العلاقة القانونية والسياسية
أنا أعتقد أن أحد أهم المعيقات لكي تكون هناك مواطنة ديمقراطية تتجسد في شكل العلاقة القائمة بين النظام السياسي والمواطنين
بمعنى كيف يرى المواطن شكل العلاقة مع النظام السياسي وفي المقابل كيف ينظر النظام السياسي للمواطنين
من الواضح أن هناك علاقة تبعية وأن هناك اقصاء بل أن هناك ازمة ثقة هذه الأزمة هي واحدة من الأسباب التي تقف عائقاً أمام المواطنة وما يسبقها وهي التربية.
شكراً استاذ عمر على المداخلة، سؤالي كيف بإمكاننا تعزيز مفهوم المواطنة خاصة في الظروف التي تفرضها الأنظمة على التعامل مع حقوق المواطنين كنوع من المكارم؟ وكيف بإمكاننا توعية المواطنين بحقوقهم وواجبتهم ؟
من ابرز التحديات التي يواجهها المركز الاردني للتربية المدنية ادماج "مشروع المواطنة" ضمن مناهج التربية المدنية والوطنية.حيث بدأ المركز بتطبيق المشروع مع وزارة التّربية والتّعليم في عام 2002 كمشروع رياديّ في مختلف مدارس المملكة، ليرتفع عدد منسقي الدّراسات الاجتماعيّة والأساتذة والطلاّب بشكل تدريجيّ وملحوظ.ويهدف المشروع إلى تمكين الطّلاّب الأردنيّين، وتعزيز مفهوم احترام المفاهيم الأساسيّة للدّيمقراطيّة، وإدراجها في حياتهم اليوميّة والمدنيّة.
هو عملية اكساب الشباب والنشءالمعلومات والاتجاهات والمهارات اللازمة كي يمارسوا حقوقهم ومسئولياتهم كمواطنين فاعلين علي كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويرتكز التعليم المدني علي اربعة ابعاد هي :المعرفة-القيم -الممارسات - العلاقات0
فهو يستند علي المام النشء والشباب بمعلومات حول القيم الانسلنية ومجتمعاتهم0
الا ان المعرفة لا تشكل الهدف النهائي من هذا التعليم انما يجب ان يتبعها ويواكبها اكتساب الناشيء والشاب لمنظومة من القيم تساعده علي ممارسة سلوكيات وتبني مبادرات ايجابية وبناءة تجاه نفسه واسرته ومجتمعه ووطنه0
اي ان التعليم المدني الذي نبغيه لا يكتفي بحشد عقول النشء والشباب بمعلومات حول الكرامة والحرية والمساواة والاختلاف وغير ذلك من الحقوق،وان يؤمن بها ،وان يعترف بها كحقوق للاخرين ،وان يحترمها كمباديء ذات قيمة عليا0
كما ان التعليم المدني يهدف الي بناء نوع من العلاقات المتفاعلة والبناءة بين الناشء والشاب واسرته والناشء والشاب ومجال دراسته او عمله وبين الناشء والشاب والمجتمع والوطن الذي يعيشان فيهماوهذه العلاقات يسودها الانتماء واعلاء المصلحة العامة والمشاركة 0
اهداف التعليم المدني:
1-تنمية روح المواطنة وتعزيز الشعوربالهوية المصرية والقومية لدي النشء والشباب 0
2-تعريف النشء والشباب بحقوقهم وتشجيعهم علي المبادرات الايجابية تجاه تلبية تلك الحقوق 0
3-ترسيخ قيم المشاركة والتطوع وتنمية روح المبادرة لدي النشء والشباب واكتسابهم القدرة علي المشاركة في الحياة العامة 0
4-تعريف النشء والشباب بالنظام السياسي في مصر وبالمؤسسات المختلفة للدولة والمجتمع المدني ودورها تجاهه ودوره تجاهها0
5-مكافحة التمييز بشتي اشكاله وخصوصا التمييز ضد المرأة والفئات المهمشة من الاطفال والنشء والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة0
6-تعزيز روح التسامح والتعامل مع التنوع والاختلافات واحترام الحريات العامة 0
7-تنمية الاتجاهات الايجابية للمحافظة علي المصلحة العامة للمجتمع والعمل علي تنميته وتطويره اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وبيئيا
المواطنة نسبة إلى الوطن وهو مولد الإنسان والبلد الذي هو فيه والمواطنة هي انتماء الفرد لوطنه وليس لشيء آخر، سواء كان هذا الشئ هو العرق أو الجنس أوالدين وهو مفهوم قديم يرجع إلى العصور المصرية القديمة والعصور اليونانية والرومانية وقد تراجع مفهوم المواطنة فترة في مواجهة مفاهيم أخرى حكمت العالم في فترات مختلفة مثل عصر والخلافة الإسلامية وخلال حكم الكنيسة وعصور الإقطاع وحتى نهاية العصور الوسطي والتي امتدت مابين 300حتى 1300 م ،غير أنه تم إحياء مفهوم المواطنة بعد ذلك وتطويره في العالم الحديث وبدا ذلك متأثراً بحدثين هامين هما إعلان استقلال الولايات المتحدة في عام 1786 ،والمبادئ التي آتت بها الثورة الفرنسية في عام 1789 فكانا نقطة تحول تاريخية في مفهوم المواطنة.و يتشكل مفهوم المواطنة في سياق حركة المجتمع وتحولاته، وفي صلب هذه الحركة تنسج العلاقات وتتبادل المنافع وتخلق الحاجات وتبرز الحقوق وتتجلى الواجبات والمسؤوليات، ومن تفاعل كل هده العناصر يتولد موروث مشترك من المبادئ والقيم والعادات والسلوكيات، يسهم في تشكيل شخصية المواطن ويمنحها خصائص تميزها عن غيرها. وبهذا يصبح الموروث المشترك حماية وأمانا للوطن والمواطن