لقد انتهى حوارنا لشهر كانون الثاني / يناير حول حملات المدافعة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من استخدام وسائل النقل العام، والذي امتد من 29 كانون الثاني / يناير وحتى 3 شباط / فبراير 2020.
هنالك الكثير من حملات المدافعة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من استخدام وسائل النقل العام التي لم يتم نشرها، والتي اتبعت عدد من المنهجيات والاليات للوصول الى هدفها رغم التحديات والصاعب التي واجهات الحملة.
من خلال الحوار قمنا بمناقشة من هم الأشخاص ذوي الإعاقة وما هي نظرة المجتمع إليهم والى حقوقهم.
كان معنا في الحوار كل من قادة الحوار:
- زينب متالي
- اسامة طايع
- ابتهال زواوي
- سلمان اسماعيل
- هديل أبوصوفه
تالياً ملخص لأبرز ما تم ذكره بالحوار "عند الضغط على الكلمات الملونة سيظهر لكم التعليق الذي تم ايراده اثناء الحوار"
اولا يجب التفكير في تغيير عقليات مجتمعاتنا، وخاصة كيف بإمكاننا ان نساعد الآخر سواء كان من ذوي الهمة او شيخ او امرأة حامل او مريض... يجب على المجتمع ان يكون متضامنا فيما بينه. بعد ذلك لنرى الامور التي تخص النقل العام وخاصة اننا دائما ما نجد في محطات النقل العام والمواصلات اماكن خاصة بهذه الفئات غير وكذلك أصبح الولوج لها سهلا إلى في بعض المناطق النائية ورغم ذلك فيجب علينا ان نساعد هؤلاء والا يقفوا في طوابير وان يكون هناك من يساعدهم كما الحال في المطارات سواء كمتطوعين او عمال لدى شركة النقل وكذا افراد المجتمع.
أهمية التوعية بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة بمن هم وما هي التحديات التي يواجهونها، وكيف ممكن للمجتمع ان يتقبل الاختلاف في المجتمع والاعتراف بالتنوع البشري، يأتي في سلم الأولويات.
صحيح أن التضامن يشكل لبنة أساسية للأمن والسلم الاجتماعي للمجتمعات وتتنوع مظاهره حسب خصوصية كل بلد.
وفيما يخص ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة للمواصلات العامة يعتبر حقا يجب على المؤسسات الوصية حمايته عن طريق سن قوانين ومشاريع تحمي هذا الحق وتعزز من فرص العدالة بين مختلف شرائح المجتمع الواحد.
يجب أولا ان نفكر بعقلية أن وسائل النقل تكون نافذة ومتاحة للجميع هو حق وواجب على الدولة إعطاء هذا الحق واحترام ما صادقت عليه بالاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي إعاقة
إن مسألة التعريف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع لا تزال قاصرة على النظر إليهم من زاوية الشفقة، وهو ما يتجلى في تضخيم وصفهم حينما تنعتهم وسائل الإعلام والدوائر الحكومية بـ «ذوي القدرات الخاصة» وعلى الجانب الآخر ينعتهم المجتمع بـ «الناس البركة»، وفي تقديري إن هذا الخلل يجب معالجته عن طريق التوعية بأن الشخص المعاق لا هو خارق للعادة ولا هو مجرد كائن ضعيف نتقرب إلى الله بالعطف عليه.. المشوار طويل ويلزمه مجهود كبير سواء من قبل منظمات المجتمع المدني أو الإعلام المدرب على التعاطي مع هذه الأمور.
لكي نساعد أنفسنا على فهم الأمر من هذا الجانب، فيجب ان نقتنع ان كل "واحد فينا معاق" من جانب معين، حتى وان كان سليما جسديا وعقليا ربما من جانب الاحاسيس او التجارب او أشياء اخرى. يجب ان نقتنع انه لا فرق بيننا بل هناك ميزان تفاضل وتواجدنا على هذه الأرض لكي نكمل بعضنا البعض ونساعد بعضنا. لذلك يجب ان نبني مجتمع فيه دور لكل واحد منا ... يجب اشراك كل مكونات المجتمع في بنائه وتحسيسهم بذلك لان الأشكال الأكبر هو ان البعض منا ينظر بالشفقة على الآخرين ويعتبر مساعداته لهم ستحل مشاكلهم لكن ما يحتاجونه أكثر هو إشراكهم واعطائهم دورًا في مسلسل البناء
تبادل الخبرات العملية المختلفة التي تتضمن التحديات وقصص النجاح في هذا المساق.
لأننا نتحدث عن شريحة كبيرة بالمجتمع تتأثر حرفيا بهذا الموضوع. نحن نتحدث على 10 % الى 15% من الوطن العربي من الاشخاص ذوي الاعاقة.
ويوجد تحديات في اغلب الدول العربية لاحظت كثير منها من خلال زيارتي وسوف أخص بالذكر مصر الدولة التي اعيش فيها ولي نشاط بها. ظهر نشاط واسع للأشخاص ذوي الاعاقة خاصتا بعد توقيع مصر على الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والتصديق عليها عام 2008.فنجد بعدها تفاعل من ذوي الاعاقة أنفسهم لان أصبح لهم سند شرعي لحقوقهم لم يكن متوفر قبل ذألك الى من قانون ضعيف صغير رعائي تحدث عن الاعاقة. وعلي سيبل المثال ظهرت حركة 7 مليون معاق 2009 وكانت تطالب بوضع قانون ي يوافق الاتفاقية الدولية. وعام 2010 عملنا مبادرة بعنوان الاتوبيس بتعنا كلنا. وكانت تطالب بإتاحة الأتوبيسات العامة لكي يستطيع استخدامها ذوي الاعاقة باختلاف اعاقتهم. وكان أحد الفعاليات وقفة احتجاجية على كوبري قصر النيل. وهو يعتبر أحد مخارج ميدان التحرير يعني في موقع قوي جدا.
وبعد ذألك ظهرت العديد من مسودات ومقترحات لقوانين الخاصة بحماية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة. وكانت رحلة طويلة وشاقة من اجتماعات ووقفات احتجاجية ووصلت حتى لاعتصامات مثل اعتصام 2010 85 يوم امام مجلس الشعب من ذوي الاعاقة وكان يطالب بعمل قانون وظهر بعدها اول مقترح من مجلس الطفولة والامومة ولكن حدثت الثورة وبعدها انعكس هذا على مقترح القانون وبدل ان المقترح كان من جهة تتبع الدولة ظهرت العديد من المطالبات من الاشخاص ذوي الاعاقة أنفسهم مجتمع مدني او حتى حركات غير رسمية تعرض مقترحات وطبعا كل هذه المقترحات يندرج بداخلها باب كامل يتحدث عن النقل والمواصلات ومنها المواصلات العامة. حتى صدور قانون 10 لحماية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة لعام 2019 وبالفعل يوجد به فصل كامل يتحدث عن النقل والمواصلات وسوف ادرجة في تعليق اخر. شارك ذوي الاعاقة في العديد من جلسات الاستماع مع البرمان وبعض الوزرات المعنية يعني مع الجهة التشريعية وحتى الجهة التنفيذية ولا ننكر انه تم الحصول على بعض المكاسب. مثلما ذكرت لا قنون وسوف أخص بعض المكاسب الخاصة بوسائل النقل العام. فمثلا مترو الانفاق المصري اغلب المحطات الحديثة بها مصاعد خاص بذوي الاعاقة وكبار السن. بالإضافة ان مؤخرا أصبح يوجد قليل من القطارات بها اذاعة صوتية ترشد ذوي الاعاقة البصرية واللذين لا يعرفون القراءة ايضا. ونطالب بتعميم هذا على كل القطارات. بالعاصمة تم شراء بعض الاتوبيسات المتاحة هيا قليلة اظن من 2 الى 3 اتوبيسات وحسب وعود الحكومة ان في خطيتها زيادة عدد الاتوبيسات. ولكن يقابلنا تحدي كثير من الحكوميين يختزلون الاتاحة للإعاقات الحركية فقت فيقوموا بعمل الرامبات والمصاعد وهكذا ويغفلوا الاعاقات الحسية بصرية او سمعية. وهذا نتحدث فيه كثيرا معهم الان. ونرى مترو الانفاق ابتدئ يستجيب ونسعى لباقي الجهات. وسوف أكمل في مقال اخرو اشكركم بشدة على تفاعلكم وعلى اثارة هذا الموضوع واتمنا فعلا اكون افدت بشيء.
حتى نستطيع أن ندعم حق الأشخاص ذوي الإعاقة في استخدام وسائل المواصلات العامة بشكل آمن علينا أن نهتم بمبادرة لأطلاق عدة حملات إعلامية بمختلف وسائل الإعلام متتالية ومستمرة لفترة زمنية طويلة حتى نستطيع تحقيق الأهداف المرجوة في هذا الشأن، وعلينا أولا رصد المعاناة التي يتعرضون لها ومن ثم نطرح المقترحات والحلول التي نطالب بها ليحصلوا على حقهم ونوجهها للجهات المعنية بالتنفيذ.
كنت قد قدمت عدة أعداد من خلال باب إحنا معاك المهتم بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حول حقهم في التنقل باستخدام وسائل النقل العامة في محافظة القاهرة ورصدت معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة ويمكنكم مشاهدة الفيديو المصور
الاليات التي تم اتباعها لتنفيذ حملات المدافعة التي تهدف الى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من استخدام وسائل النقل العام.
حملة توفير مواصلات موائمة للأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة
يسعى مركز إرادة من خلال الحملة إلى توفير باص موائم لاستخدام ذوي الإعاقة الحركية من مستخدمي الكراسي المتحركة في قطاع غزة واستخدامه بهدف تسهيل وصولهم للتدريب المهني الذي سيحولهم لكوادر منتجة.
المواصلات الموائمة مفتاح الوصول للتدريب المهني…
إن التدريب المهني مهم جداً للأشخاص ذوي الإعاقة فهو يساهم في تطوير قدرتهم الإنتاجية وبالتالي تحسين فرص عملهم، فالتدريب المهني يعد من أكثر المنهجيات الفعالة لتقليل الفقر بين الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم ومجتمعهم. وغياب المواصلات الموائمة تحد من قدرة ذوي الإعاقة الحركية للوصول للتدريب خاصة ذوات الإعاقة حيث أن أسرهم لا تسمح بمشاركتهم بأي نشاط خارج منزلهم إلا إذا وفرت المؤسسة لهم مواصلات لتسهيل حركتهم.
هنالك عدة مراحل تتكون من عدة أليات:
- دراسة الوضع
- تحديد المناصرين والمعارضين
- إعداد حقيبة المناصرة
- الحشد
مشاركة امثلة على حملات مدافعة من دول مختلفة ساعدت على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من استخدام وسائل النقل العام.
من تونس
" حط روحك في بلاصتي " والتي تعني "ضع نفسك مكاني" وهي حملة نظمتها جمعية مدينة للجميع بالشراكة مع منتدى تونس للتمكين الشبابي وبدعم من المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمة الدولية للإعاقة، حيث ركزت الحملة على حقوق المواصلات للأشخاص ذوي الإعاقة.
في عام 2016 تم تنفيذ تكتيك غير من نوعه حيث تم توفري كرايس متحركة وغطاء للعيون وطلب من الشخاص من دون إعاقة محاولة الدخول الى المترو لوحدهم وبدون مساعده لتجربة شعور الأشخاص ذوي الإعاقة عند محاولة استخدام وسائل المواصلات. وشارك في هذا النشاط صحفيين ومسؤولي شركة المواصلات لزيادة الوعي والتأثير على شركة المواصلات لتنفيذ طلبهم.
وكنتيجة لنجاح هذه الحملة التزام المسؤولين عن قطاع النقل وعلى رأسهم المدير العام لشركة نقل تونس على جعل خط المترو رقم 4 الأكثر استخداماً في تونس مهيأ للأشخاص ذوي الإعاقة وجعله خطا نموذجياً كخطوه أولية، ووجود النية لجعل المزيد من الخطوط مهيئه قريبا.
من فلسطين
"عدم مواءمة المواصلات تؤثر على ذوات الإعاقة سلبًا، فالأهل يكون لديهم خوف عليها من استخدام السيارات بشكل عام والعالية بشكل خاص، الفورد وهي سيارات النقل العمومي المتوفرة عالية جدًا يمكن أن تتعرض فيها ذوات الإعاقة للسقوط".
ليس هذا فحسب، فذوات الإعاقة البصرية مثلًا يعانين من تعرضهن للخداع فيما يتعلق بالأجرة، كما أنهن لا يشعرن بالأمان من عدم معرفة هوية السائق، وهذا يتطلب ضرورة وجود تعريف بلغة برايل الخاصة بالمكفوفين/ات في سيارات النقل العام.
واقع دفع مؤسستا فلسطينيات ونجوم لتمكين النساء ذوات الإعاقة للقيام بحملة من أجل المطالبة بمواءمة المواصلات العامة لهن، ضمن آليات بسيطة غير مكلفة تسهّل عليهن تنقّلهن وتُشعرهن بالأمان، وفي ذات الوقت تتجاوز مشكلة عدم توفر الموازنات الكافية لحل مشكلة عدم المواءمة.
وانطلقت الحملة بنشر فيلم يعرض تجربة ثلاث نساء ذوات إعاقات مختلفة يتحدثن عن المشاكل التي يواجهنها أثناء التنقّل ويقدمن الحلول، إضافة إلى مخاطبة وزير النقل والمواصلات الفلسطيني برسالة مطلبية مرفقة بفيديو الحملة لوضعه في صورة الواقع.
من لبنان مبادرة حقي في الحياة
محمد من لبنان ، شب من ذوي الاحتياجات الخاصة بصور فيديوز عن معاناة هذه الفئة من المجتمع في ابسط مناحي الحياة، ومن ضمن هدول الفيديوز، صور قيديو يتضمن تفاصيل رحلته من صيدا إلى الكولا فوسط بيروت، ومعاناته مع النقل العام بمبادرة فردية للتوعية على حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، مع الاضاءة على أهم مواد القانون 220 المتعلق بحقوق الأشخاص المعوقين غير المطبقة، وهي المادة 47 التي تنص على أن "كل سائق لأية وسيلة نقل معدة للنقل العمومي أو المشترك يرفض نقل شخص معوق يعتبر مخالف لقانون السير"، والمادة 45 التي تنص على "تخصيص مقاعد قريبة من المداخل في وسائل النقل العامة غير المؤهلة خصيصا المعوقين، بنسبة مقعد واحد على الأقل في كل وسيلة نقل عامة"، والمادة 44: "تؤمن وزارة النقل باصات أو غيرها من وسائل النقل، مؤهلة ومعدة لاستعمال الأشخاص المعوقين وفقا للمعايير العالمية للأمان وذلك بنسبة (15%) على الأقل من العدد الإجمالي لكل نوع من أنواع وسائل النقل المتوفرة لدى وزارة النقل".
من مصر
بدأت الدولة مؤخرا في إجراءات شاملة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من حقوقهم كاملة بما فيها سبل إتاحة استخدام وسائل النقل والمواصلات العامة، لكن يبقى الكلام حبرا على ورق طالما لم تتم ترجمته على أرض الواقع، في مترو الأنفاق على سبيل المثال في القاهرة، يصل تخفيض سعر تذكرة الشخص المعاق إلى نحو 90 في المائة من قيمتها، لكن على الجانب الآخر المصاعد ليست متوفرة في كل المحطات، وكذلك السلالم الكهربائية، وكل وسائل النقل العام تقريبا بها مقاعد مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، وهذا الكلام طبعا عن القاهرة الكبرى، ولا يزال الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون معاناة مضاعفة في المحافظات والأقاليم المختلفة.
من الأردن حملة " صار وقتها"
هي حملة للدفاع عن حق التعليم للطلبة ذوي الإعاقة في الجامعة الأردنية، بتوفير التهيئة البيئية والترتيبات التيسيرية
التحديات عدم معرفة صناع القرار بقوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة، وايضاً وجود بعض الاشخاص من الجامعة نفسها معارضين.
حققت الحملة انجازات عديدة وما ذكر بعض منها:
- 21 دورة مياه مهيئة بعد عدم وجود اي دورة في الجامعة.
- كتبة تسجيل صوتي للطلبة المكفوفين.
- زيادة عدد مترجمين الإشارة.
- جود منحدرات ومصاعد في كافة الأماكن.
- زيادة الوعي عند صناع القرار.
قادة الحوار الإلكتروني
- دخولتسجيل الدخول أو إنشاء حساب جديد للتعليق.
التعليقات
اولا يجب التفكير في تغيير عقليات مجتمعاتنا، وخاصة كيف بإمكاننا ان نساعد الآخر سواء كان من ذوي الهمة او شيخ او امراة حامل او مريض... يجب على المجتمع ان يكون متضامنا فيما بينه. بعد ذلك لنرى الامور التي تخص النقل العام و خاصة اننا دائما ما نجد في محطات النقل العام و المواصلات اماكن خاصة بهذه الفئات غير و كذلك اصبح الولوج لها سهلا إلى في بعض المناطق النائية و رغم ذلك فيجب علينا ان نساعد هؤلاء و الا يقفوا في طوابير و ان يكون هناك من يساعدهم كما الحال في المطارات سواء كمتطوعين او عمال لدى شركة النقل و كذا افراد المجتمع.
اعتقد كلامك صحيح! أهمية التوعية بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة بمن هم وما هي التحديات التي يواجهونها، وكيف ممكن للمجتمع ان يتقبل الأختلاف في المجتمع والاعتراف بالتنوع البشري، يأتي في سلم الأولويات
مرحبا أستاذ يوسف
شكرا على تفاعلك و إظهار نظرك في الموضوع
صحيح أن التضامن يشكل لبنة أساسية للأمن و السلم الإجتماعي للمجتمعات و تتنوع مظاهره حسب خصوصية كل بلد
و فيما يخص ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة للمواصلات العامة يعتبر حقا يجب على المؤسسات الوصية حمايته عن طريق سن قوانين و مشاريع تحمي هذا الحق و تعزز من فرص العدالة بين مختلف شرائح المجتمع الواحد
شكرا مجددا على تفاعلك
يجب أولا نفكر بعقلية أن وسائل النقل تكون نافذة و متاحة للجميع هو حق و واجب على الدولة إعطاء هذا الحق و إحترام ما صادقت عليه بالإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي إعاقة
أعتقد أن مسألة التعريف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع لا تزال قاصرة على النظر إليهم من زاوية الشفقة، وهو ما يتجلى في تضخيم وصفهم حينما تنعتهم وسائل الإعلام والدوائر الحكومية بـ «ذوي القدرات الخاصة» وعلى الجانب الآخر ينعتهم المجتمع بـ «الناس البركة»، وفي تقديري إن هذا الخلل يجب معالجته عن طريق التوعية بأن الشخص المعاق لا هو خارق للعادة ولا هو مجرد كائن ضعيف نتقرب إلى الله بالعطف عليه.. المشوار طويل ويلزمه مجهود كبير سواء من قبل منظمات المجتمع المدني أو الإعلام المدرب على التعاطي مع هذه الأمور.
وضع الأردن في وسائل النقل العام للأسف ضعيف جداً، في شكل عام للأشخاص ذوي الإعاقة وغير ذوي الإعاقة!
السنة الماضية، أطلقت امانة عمان مجموعة من وسائل النقل العام" الباصات" مهيئة للجميع حيث تستقبل كبار السن، الأشخاص ذوي الإعاقة، الشخص الذي يدفع عرباية الأطفال والمرأة الحامل وأيضا الشخص الذي تعرض لكسر في رجله. هذه الخطوة الأولية جيدة جداً ولكن عدد الباصات محدود وموجود فقط في العاصمة عمان.
وأيضا أؤكد اشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في أي عملية أو توفير مثل هذه الوسائل! بمعنى للأسف هذه الباصات مهيئة نعم ولكن يوجد فيها بعض الأخطاء وذلك بسبب عدم اشراك الأشخاص ذوي الإعاقة من بداية المشروع.
سأخبركم عن حملة أخرى في تعليق آخر متعلقة بوسائل النقل العام في الأردن .....
العزيزة هديل شكراً لمشاركتك،
حيث انك قمت بحملة صار وقتها هل يمكن مشاركتنا ببعض المعلومات عن الحملة ونتائجها والعقبات التي واجهت الحملة.
هي حملة للدفاع عن حق التعليم للطلبة ذوي الإعاقة في الجامعة الأردنية، بتوفير التهيئة البيئية والترتيبات التيسيرية
التحديات عدم معرفة صناع القرار بقوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة ، وايضاً وجود بعض الاشخاص من الجامعة نفسها معارضيين
حققت الحملة انجازات عديدة وماذكر بعض منها:
21 دورة مياه مهيئة بعد عدم وجود اي دورة في الجامعة
2- مكتبة تسجيل صوتي للطلبة المكفوفين
3- زيادة عدد مترجمين الاشارة
4 - وجود منحدرات ومصاعد في كافة الاماكن
5- زيادة الوعي عند صناع القرار
بدأت الدولة مؤخرا في إجراءات شاملة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من حقوقهم كاملة بما فيها سبل إتاحة استخدام وسائل النقل والمواصلات العامة، لكن يبقى الكلام حبرا على ورق طالما لم تتم ترجمته على أرض الواقع، في مترو الأنفاق على سبيل المثال في القاهرة، يصل تخفيض سعر تذكرة الشخص المعاق إلى نحو 90 في المائة من قيمتها، لكن على الجانب الآخر المصاعد ليست متوفرة في كل المحطات، وكذلك السلالم الكهربائية، وكل وسائل النقل العام تقريبا بها مقاعد مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، وهذا الكلام طبعا عن القاهرة الكبرى، ولا يزال الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون معاناة مضاعفة في المحافظات والأقاليم المختلفة.
العزيز سلمان،
هل يوجد حملات على ارض الواقع تقوم بها مؤسسات او نشطاء حقوق انسان يطالبون بهذه التعديلات.
فعندما يكون هنالك من يتابع يمكن التأكد من الوصول الى الهدف المرجو
أولًا شكرا على تفاعلكم، وقبل الجواب على هذا السؤال ارد ان اطرح سؤال ثانيا ، حين نتكلم عن الإعاقة فهل هي فقط إعاقة جسدية او عقلية او حسية او إعاقة من جوانب اخرى !!!
لكي نساعد أنفسنا على فهم الأمر من هذا الجانب، فيجب ان نقتنع ان كل واحد فينا معاق من جانب معين، حتى و ان كان سليما جسديا و عقليا ربما من جانب الاحاسيس او التجارب او أشياء اخرى. يجب ان نقتنع انه لا فرق بيننا بل هناك ميزان تفاضل و تواجدنا على هذه الأرض لكي نكمل بعضنا البعض و نساعد بعضنا. لذلك يجب ان نبني مجتمع فيه دور لكل واحد منا ... يجب اشراك كل مكونات المجتمع في بنائه و تحسيسهم بذلك لان الأشكال الأكبر هو ان البعض منا ينظر بالشفقة على الآخرين و يعتبر مساعداته لهم ستحل مشاكلهم لكن ما يحتاجونه اكثر هو إشراكهم و اعطائهم دورًا في مسلسل البناء