شكراً لمشاركتكم مؤسسة الحق ومجتمع التكتيكات الجديدة في حوارنا حول المعلومات البصرية في الفترة ما بين 17-20 أذار/مارس 2014.
شاركنا في هذا الحوار كل من مناف عباس من مؤسسة الحق، وطارق عمر من منظمة المعرفة المفتوحة، وفرح برقاوي من انتفاضة المرأة في العالم العربي، مصطفى حايد من دولتي، وائل عتيلي من خرابيش، ومحمد بوعمريران من الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان. شاهد هذا الحوار اكثر من 700 زائر من عدة دول عربية ابرزها مصر، والأردن، وفلسطين، والمغرب وتونس.
يستخدم العديد من المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان التقنيات البصرية لتسليط الضوء على انعدام العدالة، والتوعية بإنتهاكات حقوق الإنسان، ولحشد الحلفاء واتخاذ خطوات حقيقية لتغيير الواقع.
تالياً ملخص لأبرز ما تم ذكره في الحوار:
تكمن قيمة المعلومة بنوعيتها، وفائدة المعلومة على قدرتنا على الإستفادة منها. فالمناصرة تعتمد على جمع المعلومات والحقائق لبرهنة الحاجة للتغيير. وقد تكون المعلومه على شكل صور أو رموز او كلمات وجميعها تهدف لإيصال الفكرة، ان تفسير المعلومات والتعبير عنها بصرياً قد يكون أداة فعالة لتشكيل فهم أفضل، ووسيلة لإيضاح المعنى.
في هذا الحوار، اجتمع ناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان لديهم خبرة و/أو اهتمام في المعلومات البصرية، اضافة لخبراء في هذا المجال، لمشاركة الخبرات والتحديات والأفكار والمصادر مع الآخرين.
الملعومات: جمع المعلومات والتحقق منها
شاركنا قادة الحوار بخبراتهم، وآرائهم، والتحديات التي تواجههم أثناء عملية رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان. موضحين أهداف الرصد من تعزيز المساءلة والتوعية. مع ضرورة جعل الهدف من التوثيق او الرصد عقلاني ومنطقي، فمن خلال الرصد والتوثيق نحقق هدفين أساسيين وهما، فضح الانتهاك بالطرق الممكنة والكشف عن مرتكب الانتهاك، وبالتالي ستتحقق سيادة لمباديء حقوق الانسان وقد نصل الى نتيجة وهي محاسبة مرتكب الانتهاك "أي المساءلة" وهي شيء مهم لنشر ثقافة حقوق الانسان، ومع الزمن قد نصل الى حماية المواطنيين من التعرض لإنتهاكات اخرى.
مؤسسة الحق تعتمد على المعلومات المصورة كوسيلة لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان. بإمكانكم الإطلاع على عملها عبر الرابط التالي
https://www.newtactics.org/ar/node/1413
وأكد المشاركون على ضرورة صدق المعلومة والتحقق منها، وعدم الإنجرار وراء الضحية والعمل بعقلانية وحيادية، مع ضرورة التحقق من المعلومة عند العمل مع شهود العيان أو الضحايا، علماً بأن عملية التحقق تختلف بإختلاف انواع الإنتهاكات. ومن التحديات التي تواجه عملية التوثيق، العوائق التي تفرضها الحكومات على عملية التوثيق وتقصي الحقائق بشأن الإنتهاكات التي قد تكون طرفاً فيها، وغياب الوعي المجتمعي بأهمية القضية واهمية التصريح عنها. وعدم إتاحة المعلومات في عالمنا العربي، وصعوبة الوصول للإحصائيات والتقارير والدراسات. فذكر السيد مناف من مؤسسة الحق عن رصد حالات التعذيب في المراكز الأمنية في فلسطين، ذاكراً مثالاً حول أهمية عملية التوثيق لإثبات الإنتهاك.
https://www.newtactics.org/ar/comment/7021#comment-7021
ان رصد الانتهاكات بحاجة الى شخص متواجد بشكل دائم في الميدان، وعملية التخطيط لكيفية استخدام المعلومات تعتبر عملية حرجة اثناء التحضير لتصوير المعلومات، خاصة ان الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي غيَر وبشكل جذري طريقة تعاطي الناس والإعلام مع المعلومات. فكما وفرت التقنيات سهولة جمع المعلومات وتشكيلها ونشرها وتناقلها، أيضا وفرت الطرق والأساليب السهلة لتزوير المعلومات وتشويها أو تحويرها.
وساهم الإنترنت بتسهيل عملية جمع المعلومات ونشرها بدون تكلفة وبإستخدام برامج وتطبيقات مجانية ومفتوحة المصدر ليستفيد منها الجميع بدون تكلفة الطباعة ومعوقات المكان والحاجة للذهاب لجامع المعلومة للحصول عليها، إلا أن الكثير من الحكومات، خاصة في عالمنا العربي، متأخرة بعض الشيء في هذا الأمر، وبالتالي هناك مؤسسات تعنى بتشجيع الحكومات على نشر بياناتها بشكل سهل وبإستخدام رخص حرة، وذلك سواء عن طريق حملات المناصرة أو عن طريق توفير البرامج والإستشارت الفنية لهم، لزيادة الوعي بأهمية توفر المعلومة، وكان نتيجتها أن قام البعض بعمل أبحاث تثبيت أهمية البيانات المفتوحة للتنمية الإقتصادية. ومثال على ذلك ما تقوم به منظمة المعرفة المفتوحة في مصر
أما عن الكراود سورس "crowdsourced" فأهميته أنه يسد الفراغ المعلوماتي في حال تقاعس الحكومات عن نشر بعض المعلومات، ومؤخرا يتم إستخدامه في التحقق من المعلومات أيضاً.
جذب انتباه الجمهور و/أو الفئة المستهدفة من خلال القصة المناسبة.
هنالك فرق كبير حين تقوم بعملية بحث لإعداد دراسة وبين استخدام البصريات، بالطبع عندما نقوم بعملية بحث مطولة سوف نصل الى كم هائل من المعلومات، وهذا الكم الهائل لا يمكن لنا ان نستخدمه في عمل بصري، كون المرئيات اليوم وفي ظل التطور الهائل في شبكة الاتصالات وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي. بالطبع ليس من الممكن في الزمن الحالي عرض تقارير مطولة وتحليلية عن القضية التي تعمل أي مؤسسة حقوقية أو توعوية من أجلها أمام شريحة عريضة من الجمهور. في الحقيقة، هناك ميل إلى عدم القيام بالأبحاث المطولة من قبل بعض المؤسسات أيضًا، وقد لا يكون هذا دورها أصلاً. يمكن لمؤسسة أن تنتج بحثًا ما وأن تقوم مؤسسة أخرى بإنتاج المعلومات البصرية المستقاه من هذا البحث/التقرير بالإضافة إلى تقارير أخرى وبهذا يتم الاستفادة من مجموعة جهود مختلفة بحسب الجمهور. تعتمد البصريات على لفت انتباه الجمهور الى قضية ما ونبتعد عن الكم الهائل من المعلوات التفصليه، اي ان الهدف من الفيديو تسليط الضوء على قضية معينة، ولمن يبحث عن مزيد من الملعومات فإن الشبكة العنكبوتية مليئة بالمعلومات، ويفضل حين استخدام المرئيات او البصريات ان نكثف من الامور التي تستفز المشاهد ليبحث عن معلومات اكثر حول الموضوع، فمثلا لو اردنا ان نستفز المجتمع المحلي حول قضية "قتل النساء على خلفية الشرف" اذا اردنا ان نعكس هذه القضية بفلم فقد نحتاج الى ساعات ، وفي ظل الايقاع السريع للحياة فاليوم لا يمكنك ان تجعل شخص ما يجلس امام الشاشة لساعات ليشاهد فيلما حول "قتل النساء على خلفية الشرف" ولكن نقوم بإنتاج 3-5 دقائق حول قصة فتاة بعينها تعرضت للقتل على خلفية الشرف مستخدمين من العبارات ما يجشع المشاهد للبحث اكثر عن هذا الموضوع او أن يتابع الصفحة الخاصة للحملة.
التنفيذ: انتاج معلومات بصرية تسهم بشكل فعال بتقوية الحملة التي تقوم بها.
هناك الكثير من الأدوات والوسائل لإيصال المعلومات، ففي البداية هناك أدوات إنتاج الرسوم البيانية المختلفة سواء برامج تحرير النصوص والجداول أو أدوات خاصة بذلك (كداتا مابر)، هناك أيضا من يفضلون إستخدام لغات البرمجة كالجافا سكريبت وحزم مثل رافائيل، وثري دي لخلق رسوم بيانية أكثر تعقيدا وتفاعلية، وأخيرا هناك من يفضلون إيصال المعلومة عن طريق الصور، والرسومات المعدلة من خلال برامج تعديل الصور، وعمل رسوم تفاعلية وإمكانية تغيير الرسوم البيانية وجعلها موجهه له شخصيا.
أخير جدير بنا القول أن الأدوات مجرد أدوات والمهم هو إيصال الفكرة وعمل التأثير المناسب بغض النظر عن الأدوات المستخدمة.
مصادر:
http://blog-montada.imf.org/?p=2436
http://wheredoesmymoneygo.org/dailybread.html
http://www.foodtechconnect.com/wp-content/uploads/2012/12/3231227250_398...
http://tarekamr.appspot.com/dataviz/2
http://tarekamr.appspot.com/dataviz/4
http://app.raw.densitydesign.org/
http://schoolofdata.org/2014/01/13/data-visualisation-for-print/
http://okfegypt.github.io/dataviz-toolbox.html
https://visualisingadvocacy.org/blog/disinformation-visualization-how-lie-datavis
الدروس المستفادة
إن التعامل مع البصريات كأداة من ادوات الضغط والمناصرة هي عملية صعبة جدا، وعند التعامل معها ستواجهكم العديد من التحديات، لأنك تتعامل مع مادة مرئية مدتها الزمنية قصيرة مما يعني أنه قد يشاهد من أعداد كبيرة من المشاهدين، وبالتالي ستعرض العمل للنقد سواء إيجابي أو سلبي، وأول تحدي وأهم تحدي سيواجه الناشطين في المجال هو:كيفيه العمل على إيصال فكرته للجمهور المستهدف بأقصر وقت وأفضل أسلوب. لهذا على الناشطين في البصريات أن ينتجوا العمل أكثر من مرة وبأكثر من نسخة وبأكثر من أسلوب وعرضها على مجموعة ممن حوله بفئات عمرية مختلفة ويستمع لتعليقاتهم، ونحذر من يعمل بهذا المجال من التثبت برأية والتمسك به.
بالطبع حين نرغب بأن يكون عملنا البصري ضمن حملة نعمل عليها فهناك تحد كبير وهو كيف انشر عملي ليشاهده المستهدفين، فالتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي صعب وبحاجة الى وقت للترويج فليس مجرد نشره على اليوتيوب أو الفيس بوك أو غيرهما من المواقع يعني أن مهمتك انتهت، بل الأصح أنها بدأت وبالتالي عليكم طوال فترة الحملة ان تُخصصوا شخصا لمتابعة تلك المواقع والتفاعل مع الجمهور وخاصة التعليقات، ومن المهم استخدام الترويج المدفوع الثمن في مواقع التواصل الاجتماعي.
أمثلة على المعلومات المصورة:
استخدام الصور مع بيانات: http://visualizingpalestine.org/infographic/Olive-Harvestا
توظيف تقينة الخرائط: http://www.newtactics.org/ar/node/680
توثيق لحالات التحرش بإستخدام الفيديو: https://www.newtactics.org/ar/node/1362
تطويع الخرائط التفاعلية والزيارات الميدانية الإفتراضية: https://www.newtactics.org/ar/node/1413
بيانات مصورة: https://dawlaty.org/infographic
زيارات ميدانية افتراضية: https://www.youtube.com/watch?v=pxZrUIctF5A
انتفاضة المرأة في الوطن العربي: https://www.facebook.com/media/set/?set=a.471873109510184.107909.279245495439614&type=3
حملة هل تعلمين: https://www.facebook.com/media/set/?set=a.662513483779478.1073741828.279245495439614&type=3
الصورة من Visualizing Palestine: المصدر: http://visualizingpalestine.org/infographic/Palestinian-Israeli-Peace-Talks-Settlements-Oslo