عرض عام
في القاهرة، تستخدم “هارريس ماب" تقنية الرسائل النصية ورسم الخرائط لتحديد المناطق التي قد يحدث فيها التحرش الجنسي والاستعانة بالشركاء أصحاب المتاجر المحلية لإنشاء "مناطق آمنة" في تلك المناطق.
يعتبر التحرش الجنسي في مصر قضية مقلقة للغاية لسكان المناطق الحضرية في جميع أنحاء البلاد. في القاهرة، تختار العديد من النساء قيادة السيارة إلى الأماكن التي يحتاجون الذهاب إليها لتجنب تعرضهم للاعتداء في الشوارع أو في وسائل النقل العام. ووفقاً لنشطاء محليين، أصبحت القضية مزمنة بما فيه الكفاية لعرقلة قدرة المرأة على المشاركة في العديد من الأنشطة الاجتماعية والعامة.
تسمح “هارريس ماب” للمرأة المتحرش بها في القاهرة لاتخاذ إجراءات عن طريق الإبلاغ عن تجربتها. يمكن للمرأة إرسال رسالة نصية إلى “هارريس ماب” مع موقعها ونوع المضايقة التي تعرضت لها. ويمكنها أيضًا تسجيل الدخول إلى موقع ويب المشروع www.harassmap.org، والإبلاغ عن الحادث. ثم يقوم متطوعو “هارريس ماب” بجمع التقارير على خريطة تفاعلية على الإنترنت توضح عدد الحوادث المبلغ عنها في كل منطقة محددة. يستفيد المشروع من خدمة الخط الأمامي للرسائل النصية لاستقبال وتنظيم الرسائل النصية ومنصة "أوشاهايدي" لإنشاء الخريطة التفاعلية.
تحدد “هارريس ماب” الأحياء التي لديها أكبر عدد من الحوادث المبلغ عنها وتصل إلى الأشخاص في تلك المجتمعات. وقد اختاروا التركيز على مالكي المتاجر المحليين لأن أعمالهم تتأثر سلبًا بالمستوى العالي من المضايقات. يزور متطوعو “هارريس ماب” مالكي المتاجر ويتحدثون معهم حول قضايا التحرش الجنسي وكيف يمكن أن يساعد التدخل في مثل هذه الحوادث في جلب المزيد من الناس إلى متاجرهم. يوافق أصحاب المتاجر المهتمين على عرض ملصق يقول "قبض على متحرش: المنطقة الآمنة" والتدخل عندما يشهدوا حادثة تحرش جنسي.
لزيادة الوعي بالمشروع، نظم فريق “هارريس ماب” حملات ترويجية حول القاهرة باستخدام الملصقات والنشرات والأحداث العامة. في 15 يوليو 2012، عقدوا جلسة مفتوحة للسماح لضحايا التحرش الجنسي بمشاركة قصصهم.
تتمثل التحديات الرئيسية التي تواجه المشروع في الاستدامة المالية والحفاظ على الزخم. تعتمد “هارريس ماب” بالكامل على المتطوعين وليس لديها موظفين بدوام كامل. ولذلك، كان من الصعب على المنظمة تنسيق كل هذه الجهود والحفاظ على اهتمام المتطوعين. كما واجهت المنظمة صعوبات في بعض الأحيان في اقناع أصحاب المتاجر اللامبالين الذين رأوا أن العمل الذي قام به “هارريس ماب” هو مضيعة للوقت. ومع ذلك، تستمر “هارريس ماب” في النمو ورؤية النجاح في خلق حوار حول مشكلة التحرش الجنسي في مصر. وقد سعى ناشطون من 25 دولة أخرى للحصول على مساعدة “هارريس ماب” لإنشاء برامج مماثلة، وفي مايو 2015 أطلقت المنظمة مبادرة "متحرش = مجرم" لتشجيع الناس على الإبلاغ عن التحرش الجنسي والوقوف في مواجهة الآخرين.
التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان لا تناصر أو تؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا محددة.