عرض عام
في شهر تشرين الثاني 2017، افتتح مطعم "June’s HIV+ Eatery" لمدة ثلاث ليال لكسر الوصمة التي تحيط بالناس المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في تورنتو. عمل المطعم تحت شعار "كسر الخبز، سحق وصمة العار" و تم إعداد جميع الأطعمة التي تم تقديمها من قبل أفراد يحملون فيروس نقص المناعة البشرية. بيعت جميع المقاعد في المطعم المنبثق في غضون أسبوعين، وحظيت الفعالية بإهتمام إعلامي عالمي واسع النطاق.
تم تصميم وتنفيذ المطعم دون مقابل من قبل وكالة الإبداع "بينسيمون بيرن" (Bensimon Byrne) بالنيابة عن "كاسي هاوس" (Casey House)، وهو مستشفى مستقل مكرس بالكامل لرعاية المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز. تم إنشاء حملة "كسر الخبز ، سحق وصمة العار" إستجابة لدراسة أظهرت أن نصف الكنديين لن يتناولوا وجبة أعدها شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية. سعى "كاسي هاوس" (Casey House) لإبلاغ العامة بأن فيروس نقص المناعة البشرية لا يمكن أن ينتقل عن طريق الغذاء. لمحاربة هذا الإعتقاد الخاطئ ، قاموا بفتح مطعم لثلاثة ليالي فقط يقدم الطعام الذي يصنعه الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية. كان هناك هدفين للمشروع: الأول هو جعل الناس يتحدثون عن فيروس نقص المناعة البشرية، والثاني هو تبديد الأساطير حول طرق إنتقال فيروس نقص المناعة البشرية.
عمل "كاسي هاوس" (Casey House) مع شركة للإعلان والعلاقات العامة لإنشاء حملة قوية وتعزيز الحدث قدر الإمكان. كان جزءًا من نجاح حملة " كسر الخبز، سحق وصمة العار" هو التسويق الذكي للمحتوى وإشراك القصص. واستخدموا صوراً للطهاة وهم واثقون ويرتدون مآزر عليها شعارات مثل "أعطي قبلة للطاهي المصاب بفيروس المناعة البشرية" و "لم يقل أحد أنه حصل على فيروس نقص المناعة البشرية من تناول المعكرونة". أثار الإعلان الجريء والفكاهي الفضول بينما أجبر الناس على التفكير في الوصمات التي تحيط بالناس المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. كان الفيديو مستهدفًا ومدروسًا في منهجها لجذب انتباه المشاهدين. كانت الصور المرئية التي قدمها الفيديو فعالة في إشراك المشاهدين للتفكير بشكل نقدي حول تصوراتهم التي تربط بين الأشخاص الإيجابيين لفيروس نقص المناعة البشرية والطعام.
وفي الفترة التي تسبق الحدث، استخدم "كاسي هاوس" (Casey House) منصات وسائل الإعلام الإجتماعية للتعريف بالحدث وفتح حوار حول فيروس نقص المناعة البشرية. في حين كان هناك قدر كبير من ردود الفعل السلبية، كان بمثابة فرصة لتثقيف الناس حول فيروس نقص المناعة البشرية وكسر المفاهيم الخاطئة.
كان إنشاء المطعم ممكن لأنه كان بقيادة رئيس الطباخين المحترفين مات باسيل وفريقه. في الأسبوع الذي سبق الحدث، تم تدريب 14 شخصًا، وبعضهم كانوا عملاء سابقين لـ"كاسي هاوس" (Casey House) ، في فن إعداد الطعام من قبل الشيف الذي قام أيضًا بإنشاء قائمة الطعام. لم يعلمهم الوقت الذي قضوه في المطعم مهارات جديدة في المطبخ فحسب، بل أعطاهم أيضًا فرصة مشاركة قصتهم والإنخراط مع المجتمع. استطاع المطعم أن يخدم أكثر من 300 شخص في ثلاث ليال. خلق المطعم مساحة للناس للتجمع ومعرفة المزيد عن المرض والتحديات التي يواجهها الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية. حصد المطعم أكثر من 150 قصة إخبارية رئيسية على مستوى العالم منذ إنشائه. وتم الوصول أيضاً إلى أكثر من 730،000 كندي حول هذه القضية على وسائل الإعلام الاجتماعية. في الوقت الذي تستمر فيه حملة "كسر الخبز ، سحق وصمة العار"، يخطط "كايسي هاوس" (Casey House) لإقامة حدث آخر "June’s HIV+ Eatery" في عام 2019.
في إبريل عام 2018 ، تم إصدار فيلم وثائقي عن المطعم يتضمن قصصًا شخصية للطهاة الذين خرجوا بجرأة لكسر الوصمات التي تحيط بهم يوميًا. تجذب دعاية الفيلم الوثائقي المشاهدين بشكل مرئي وترفض فكرة المجتمع عن كيف يجب أن يكون شكل الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية عن طريق إبراز التنوع في مجتمع فيروس نقص المناعة البشرية. استقطب العرض الأول للفيلم الوثائقي حوالي 400 شخص وتبعه حلقة نقاش مع صانع الأفلام والمشاركين في حملة "كسر الخبز، سحق وصمة العار" والرئيس التنفيذي لشركة Casey House لمناقشة تأثير الحملة ومعالجة الحاجة إلى محادثة حول الوصمة حول فيروس نقص المناعة البشرية.
يقدم هذا التكتيك طريقة مبتكرة لمعالجة الوصمة والجهل. استجاب الغذاء الذي يصنعه الأفراد المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية بشكل علني للأفكار الزائفة حول انتقال العدوى والمخاوف لدى الناس من إستهلاك الطعام الذي أعده شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية. سمح المطعم لـ"كايسي هاوي" (Casey House) بتحطيم المفاهيم الخاطئة، في الوقت الذي يقوم أيضًا بتوعية المجتمع حول فيروس نقص المناعة البشرية. كما كان بمثابة وسيلة لتمكين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من فتح حوار حول التحديات التي يواجهونها في مواجهة المرض.
تشغيل مطعم متكامل الخدمات لمدة ثلاث ليال مشروع كبير ومكلف للغاية. قد يكون هذا التكتيك أفضل بالنسبة للمنظمات الكبيرة التي تملك الموارد المالية اللازمة لتنفيذ مثل هذا البرنامج. الفكرة الكامنة وراء التكتيك لديها القدرة على أن تكون ناجحة في مجموعة متنوعة من الإعدادات. قد تكون المطاعم الموجودة حالياً مستعدة للمشاركة مع منظمة، صغيرة أو كبيرة، في هذا المسعى. إذا توحد التفكير بطريقة إبداعية مع أساليب فعالة لجمع الأموال والتوعية، يمكن تكرار ذلك على نطاق أصغر وأكثر فعالية من حيث التكلفة. يسلط هذا التكتيك الضوء أيضا على قوة التسويق الفعال.
عند صياغة المسألة بطريقة جذابة ومثيرة للتفكير، يكون من الأسهل جذب انتباه الجماهير وسحبها إلى الحوار. في حين استخدم "كاسي هاوس" (Casey House) شركة تسويق، يمكن للحملات الإبداعية في وسائل الإعلام الاجتماعية أن تكون بديلاً فعالاً منخفض التكلفة.
يوضح هذا الفيديو كيف استخدم الشباب في مصر أسلوب الفعالية الاستراتيجية التكتيكية الجديدة لتطوير تكتيك آخر للتصدي لوصمة فيروس نقص المناعة البشرية مع حماية هويات الأشخاص المصابين بالفايروس.