عرض عام
أنشأت شركة تايم أوت تل أبيب (Time Out Tel Aviv) فيديو بعنوان "قبلة اليهود والعرب" للاحتجاج على حظر قصة حب إسرائيلية فلسطينية في المدارس الثانوية الإسرائيلية. من خلال خلق الحوار، حيث خدم هذا الفيديو الغرض المزدوج لإظهار الإيديولوجية والاحتجاج على الرقابة.
الصراع الفلسطيني والإسرائيلي يتخلل كل قطاع في إسرائيل، بما في ذلك التعليم. في كانون الأول / ديسمبر 2015 حدث نزاع بعد أن حظرت وزارة التربية والتعليم في إسرائيل الرواية العالمية حياة الحدود (Borderline) في مناهج الأدب المتقدمة في المدارس الثانوية العلمانية. حياة الحدود (Borderline) أو (Gader Haya) للكاتبة دوريت رابينيان (Dorit Rabinyan) وهي قصة رجل فلسطيني وامرأة إسرائيلية يقعان في الحب. وبناء على طلب العديد من المعلمين تم إستعراض واعتماد (حياة الحدود) في المناهج الدراسية لفصول الأدب المتقدمة من قبل لجنة مختصة. حيث أيد رئيس قسم الدراسات الأدبية في وزارة التربية والتعليم شلومو هيرزيغ (Shlomo Herzig) هذا القرار.
وعلا الرغم من الخوف أن يقوم الشباب بإضفاء طابع رومانسي على العلاقات عبر الحدود والعلاقات بين الأديان، منع كبار المسؤولين رواية "حياة الحدود" من أن تُدرس في المدارس. حيث أنهم كانوا يعتقدون أن "العلاقات الحميمة بين اليهود وغير اليهود تهدد الهوية المستقلة". ويرى الكثيرون أن هذه الرقابة هي إهانة لحرية المعلومات وتراجع في مناقشات التسامح.
رداً على ذلك، قامت مجلة تايم آوت تل أبيب (Time Out Tel Aviv)، من خلال وسيلة إعلامية، بإنشاء شريط فيديو بعنوان قبلة اليهود والعرب (Jews and Arabs Kiss). حيث جمع هذا الفيديو بين أزواج من العرب واليهود، نساء ورجال، مثليين والمستقيمين والغرباء والأزواج للقيام بعمل مُحرم والتعبير عن الحب أمام الكاميرا الخاصة بهم. كما بطريقة مشابهة ومبتكرة لفيديوهات تقبيل الغرباء الأصلية، " القبلة الأولى "، التي كتبها تاتيا (Tatia PIlevia)، يبدأ شريط الفيديو مع أزواج مرتبكين يتلقون توجيهات ومقدمات تدعو للتوتر. وعند بدئ الموسيقى، يبدأ الأزواج التقبيل بحماس. وينتهي الفيديو بعبارة، "اليهود والعرب يرفضون أن يكونوا أعداء". تُظهر الكاميرا العلاقة بين الأزواج و قدرة "الحب" في التغلب على الانقسامات الدينية والسياسية. حيث تتضمن المقالة الكاملة سير فردية قصيرة وإقتباسات، مما يسلط الضوء على الإنسانية المشتركة داخل كل شخص مع الإختلافات الدينية.
تم نشر الفيديو على الفيسبوك (Facebook) وتلقى أكثر من 100000 مشاهدة في يوم واحد. واجه تايم أوت تل أبيب (Time Out Tel Aviv) تحديًا صغيرًا عندما تمت إزالة الفيديو من الفيسبوك (Facebook) بواسطة ممثل غير معروف. ومع ذلك، فقد أعيد نشرها بعد ذلك بشعار الحب ينتصر (Love Wins).
بفضل هذا الفيديو، حظر وزارة التعليم على "حياة الحدود" أدى إلى نتائج عكسية منها: إزدياد مبيعات الكاتب بشكل كبير، ظهور الدعم عبر الإنترنت للأزواج ذوي العقائد المتعددة، وأصبح عدد أكبر من الشباب يقرأون الرواية بشكل أكثر من أي وقت مضى. والأهم من ذلك، أنها فتحت الحوار على القبول والتسامح.
وفي نفس الوقت هذا التكتيك يسخر من الرقابة ويسلط الضوء على قوة الاتصال البشري على التحيز، وفتح أبواب الحوار. حيث يمكن إستخدام تقبيل الغرباء في تحركات أخرى خاصة بـ "الرومانسية المحظورة" أي (حقوق المثليين، الزواج بين الأعراق). حيث يمكن إستخدام الفيديو للتلاعب بالرقابة و استخداماتها المتنوعة في مجموعة من السياقات. هذا ويجب أن يتم وصف الإجراء المحظورة بطريقة موثوق بها، بحيث يتعاطف المشاهدون مع السبب. إن تكتيك جمع الغرباء من "الأطراف المتصارعة" للمشاركة في عمل عالمي، حتى بدون التقبيل، يمكن تكييفه من أجل إصلاح العلاقات بين الجماعات المتصارعة الأخرى.