عرض عام
توجد مؤسسة كلين (CLEEN)، وهي رسمياً مركز تعليم تطبيق القانون في نيجيريا، منابر عامة حيث يستطيع المواطنون والشرطة بحث اهتماماتهم وشكاويهم بشأن الجريمة وسلوك الشرطة.
ويمكن أن تجد المجتمعات وقوات الشرطة نفسها وقد انغمست في حلقة عقيمة من عدم الثقة. وهنالك قلق لدى أفراد المجتمع تجاه سوء سلوك ووحشية وفساد الشرطة. وفي المقابل، ترى الشرطة المجتمع بأنه عدواني وغير متعاون معها في التحقيقات التي تجريها
وفي نيجيريا، أسهم الهيكل المركزي للشرطة في نشوء هذه المشكلة، حيث يتم تطبيق مجموعة من جداول الأعمال والسياسات على البلد بأسره، مما يخلق فجوة ما بين أولويات تطبيق القانون لدى الشرطة واحتياجات المجتمعات المحلية.
وتبدأ (كلين) في تجسير هذه الفجوة من خلال إرسال رسائل إلى الحكومات المحلية واقتراح إنشاء منبر علني في مجتمعاتها. وتتابع الجماعة هذه الدعوة فقط إذا ما استجابت الحكومات المحلية وتم تأمين تعاون والتزام فرقة الشرطة المحلية. وتقوم (كلين) بعدئذ بتنظيم ورشة عمل مشتركة، حيث يتلقى أفراد الشرطة والمجتمع تدريباً على كيفية حل النزاعات، ويبحثون مع الشرطة ردود الفعل تجاه الشكاوى المحلية، كما يبحثون أيضاً كيف يمكن تطبيق برنامج (كلين) في المنطقة. وتسمح ورش العمل هذه لكل مجتمع بتشكيل برنامجه وفقاً لاحتياجاته. ويتم بعدئذ توظيف شخصين من كل مجتمع، على أساس الدوام الجزئي، لتنسيق المنابر لمدة عامين يتعين على المجتمع بعدها إيجاد وسيلة لمواصلة البرنامج بمفرده.
لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.
هناك نقطة احتكاك واحدة في العديد من المجتمعات وهي العلاقة بين قوة الشرطة والمدنيين. ويمكن أن تؤدي وسائل الاتصال الضعيفة إلى حدوث انتهاكات أو حلول وسط للأمان العام. ففي نيجيريا اكتشفت مجموعة طريقة مبتكرة لتجسير تلك الهوة.
ويوفر تكتيك (كلين) لأفراد المجتمع ولضباط الشرطة بيئة آمنة يتمكن الجانبان فيها من تبادل همومهم والتغلب على العوائق الكبيرة التي توجدها البيروقراطية. ويكون لدى الطرفين، في ظل علاقة تشوبها احتمالات النزاع فرصة، كي يرى كل منهما الآخر بعيون أكثر إنسانية: أي رؤية شخص يمكن التعاون معه بدلاً من منازعته. ويمكن لهذه العملية بمرور الوقت أن تكسر الحلقة العقيمة من عدم الثقة، ووضع أسس جديدة لتمكين الشرطة من القيام بدورها في خدمة المواطنين، وتمكين المواطنين من مساعدة رجال الشرطة في أداء واجباتهم. ويمكن لهذا أن يخفض من عنف الشرطة ومن الجريمة المدنية. وقد تم تطبيق البرنامج في أربع عشرة منطقة محلية حكومية منتقاة من ست أقاليم جغرافية في نيجيريا.
وحيث أن عدم الثقة وسوء التفاهم يخلقان احتكاكاً ما بين العديد من الجماعات، فإن بالإمكان استخدام هذا التكتيك في بناء علاقات أوثق بين جماعات أخرى متصارعة مثل الجماعات العرقية أو أصحاب الأعمال والمزارعين. إن أحد المخاطر المحتملة هو العاطفة والمرارة اللتان يمكن أن تحيطا بالقضايا الصعبة. ويتعين على الوسطاء أن يكونوا مستعدين للتعامل مع هذا والقيام بذلك على مدى فترة زمنية طويلة مناسبة. ويمكن لاجتماع يُعقد مرة واحدة أن يكون أقل تأثيراً من طريقة (كلين) الطويلة الأمد.