عرض عام
ويتولى مشروع سانغا ميتا (Sangha Metta Project) تدريب الرهبان والراهبات البوذيين، والرهبان والراهبات الجدد، على تقديم المساعدات العملية والروحية لمرضى الإيدز وعلى محاربة الخرافات والمفاهيم المغلوطة ووصمات العار التي تكتنف هذا المرض. ويوجد هذا البرنامج حالياً في كل من تايلاند وكمبوديا ولاوس وبورما وفيتنام وبوتان والصين ومنغوليا، ويتلقى مساعدات من صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وأوس أيد ومعهد المجتمع المفتوح ومشروع بورما.
وفي الوقت الذي أصبح فيه الإيدز مرضاً وبائياً في منطقة آسيا والمحيط الهادي، ما زال هناك سوء فهم حول وسائل انتقال المرض مثلما هناك تمييز ضد من يحملون فيروس هذا المرض.
ولقد بدأ مشروع سانغا ميتا في 1997 على يد رهبان في تايلاند، حيث تركز المشروع على التعاليم الدينية للبوذية. وقد أصبح هذا المشروع مصدراً للإلهام والتدريب والمساعدة الفنية للتعبئة البوذية فيما يتعلق بالإيدز. ويعمل مشروع سانغا ميتا على ترتيب الحلقات الدراسية وورشات العمل، كما يعمل على تنظيم زيارات لنزل مرضى الإيدز من قِبَل الزعماء البوذيين وزعماء الديانات الأخرى. ويتعلم المشاركون خلال حلقات تدريب تستمر ما بين ثلاثة وخمسة أيام، وسائل الوقاية من المرض ونشر الوعي ومهارات وأدوات الإدارة الاجتماعية لتشجيع التسامح والرحمة. ويقومون مجتمعين بتقييم المشاكل في مجتمعاتهم والخطوات المحتملة لمكافحتها.
ويقوم الزعماء البوذيون بعدئذ ببلورة سلوك نحو أعضاء المجتمع المصابين بمرض الإيدز كالقيام مثلاً بتناول طعام أعدّه أشخاص يحملون المرض. إن هذا التصرف الرمزي والبسيط له تأثير قوي على أفراد المجتمع، حيث أنه يعمل على مواجهة المخاوف المتعلقة بانتقال المرض من شخص لآخر. ويقوم الرهبان أيضاً بترؤس جلسات تأمّل لمرضى الإيدز، كما يقومون بزيارتهم في منازلهم وتثقيف الصغار حول الإيدز والعناية بالأطفال الذين فقدوا ذويهم نتيجة الإصابة بهذا المرض.
لا يقر مشروع التكتيكات الجديدة في حقوق الإنسان أو يؤيد تكتيكات أو سياسات أو قضايا معينة.
في الكثير من المجتمعات يحتل الزعماء الروحيون مناصب تتمتع باحترام ونفوذ كبيرين. وينظر إليهم الناس كقدوة للسلوك ولما يتعين التمسك به من مستويات أخلاقية. وهنا يكافح الرهبان والراهبات البوذيون في التبت ضد وصمة عار مرض الإيدز من خلال بلورة سلوك تجاه المصابين بهذا المرض الذين كان بالإمكان نبذهم تماماً لولا جهود هؤلاء.
ويعمل الرهبان والراهبات ممن يتعاونون مع سانغا ميتا على المساعدة في إقناع أعضاء في مجتمعهم على تعزيز واحترام حقوق الإنسان من خلال بلورة السلوك – القبول والتسامح تجاه مجموعة من الأشخاص المنبوذين بشكل تقليدي. وتمثل دور العبادة في آسيا القلب الروحي للقرى كما ينظر القرويون إلى الرهبان والراهبات على أنهم معلمون محترمون وأهل للثقة وأمثولة لأنقى حياة يعيشها البوذيون. ولقد تعوّد الناس على أن ينظروا إليهم كأنموذج للسلوك السوي. وفي الوقت الذي لا يبدو فيه هذا واضحاً في ديانات أو ثقافات أخرى، إلا أن الكثير من الناس يتوجهون لزعمائهم الروحيين طلباً للإرشاد حول كيفية التصرف. ويتمتع هؤلاء الزعماء بسلطة تمكّنهم من إشراك أناس جدد في عملية ترويج حقوق الإنسان. لقد اجتازت سانغا ماتا الآن العوائق الدينية، وهي تقوم الآن بتنظيم ورش عمل وتدريب زعماء من الديانات المسيحية والهندوسية والإسلامية أيضاً.