بدأت الأستاذة ميسون ببيان أن للجسد علاقة وثيقة بالعقل، وأن على أي شخص أخذ الجوانب المختلفة في عين الاعتبار في رحلة العلاج. وذكرت أنه من إحدى نعم الله علينا أن أجسامنا لديها جزء من الدماغ "اللوزة" (The amygdala) واصفة إياه بجهاز الإنذار الذي يعمل عندما يتعرض الفرد لضغوط وتوترات يومية كالتي يمكن أن تحدث نتيجة لطبيعة عمله. وقد بينت أن هذا الجزء من الدماغ يمتلك 3 وسائل دفاعية متمثلة في القتال، أو الهرب، أو المواجهة وبينت أن هذا الجهاز يرسل إشارات للجسم عند عمله، كالتعرق وصعوبة في التنفس ثم يعمل الجهاز العصبي في الجسم على تهدئة الجسم بطرق أخرى.
التوترات اليومية يستقبلها الدماغ ويعطي للجسم إشارة بكيفية التعامل مع هذا التوتر وأحيانا يرسل هذه الإشارات إلى المعدة مسبباً مشاكل كالقرحة والقولون وغيرها وقد يضخ الدم بشكل أكبر للعضلات الكبيرة حتى نستطيع المواجهة أو الهروب.
ثم عرضت الأستاذة ميسون ما يسمى ب "سلم الرعاية الذاتية" مبينة مستوياته الثلاثة: أعلى السلم (آمن واجتماعي)، منتصف السلم (متأهب للقتال / للهروب)، أسفل السلم (متجمد - إيقاف العمل) مبينة أن لكل مرحلة خصائصها الفيزيائية والنفسية والاجتماعية فمثلاً وجود الفرد في وسط السلم يجعله يعاني من أعراض كسرعة دقات القلب، وتعرق، ومشاكل في الجهاز الهضمي، وتشنج في العضلات. أما وجود الفرد في نهاية السلم يصاحبه أعراض التجمد والنوم لفترات طويلة و الانعزال والانسحاب من المجتمع وعدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
بينت أن الإنسان الطبيعي ليس مسؤولاً عن ردة فعل الجهاز العصبي، وقد يمر الفرد في كل مراحل السلم في نفس اليوم موضحة أن الشخص قد يكون معظم الوقت أعلى السلم ولكن تجعل توترات العمل الشخص عالقاً في منتصف السلم أو آخره. لذا فإن استراتيجيات العناية بالذات هي ما يساعدنا على الصعود لأعلى السلم.
وحذرت الأستاذة ميسون من استمرار الضغط والتوتر اللذان قد يحولان الأمر الى توتر مزمن، لذا يجب الحرص الدائم على تطبيق آليات العناية بالذات لتجنب الوصول إلى مرحلة التوتر المزمن لأنه يؤثر على أجهزة الجسم، فمثلاً قد يسبب نقصاً في المناعة وأمراضاً أخرى كالضغط والسكري، أو مشاكلاً في أجهزة الجسم وشد عضلي يؤثر على وضعية الجسم.
لذا تبرز أهمية الاعتناء بالجسم لأن العلاقة وطيدة بين العقل والجسم، مبينة أن هناك طرق مختلفة للرعاية الذاتية منها الصحيح والصحي ومنها السلبي كالانسحاب من المجتمع والنوم لفترات طويلة، وهناك استراتيجيات فيزيائية وروحانية وغيرها فمثلاً يعتبر الانتباه إلى شرب الماء بانتظام، والمحافظة على نظام غذائي صحي ومتوازن، والقيام بالتمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء، وتمارين التأمل والتنفس بعض أساليب الرعاية الذاتية والتي يجب تطبيقها باستمرار لتكون جزءاً من نظام الحياة.
ختمت الأستاذة ميسون الحوار بتمرين بسيط للرعاية الذاتية، طلبت لمن يستطيع من الحاضرين تنفيذه، وأشارت أن هذا التمرين يمكن تطبيقه كجزء من روتين العناية الذاتية للفرد.